بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، يحكم ولا معقب لحكمه، وهو العزيز العليم، فضل بعض الرسل على بعض،
وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
فمن الخصائص التي فُضل بها النبي صلى الله عليه وسلم وفضلت أمته على سائر الأمم ببركة ما اختُص
به صلى الله عليه وسلم وإضافةً إلى ما تقدم من خصوصيات نلتقي مع الخصوصيات التالية:
8- جُعلت صفوف أمته كصفوف الملائكة
فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فضلنا على الناس بثلاث، جعلت
صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجُعلت لنا ترابها
طهورًا، إذا لم نجد الماء». [مسلم 522].
وصفوف الملائكة ما أعظمها فقد أقسم الله سبحانه بصفوفها وبها وقد صُفت تُسبّحه
وتمجده، قال تعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2)
فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا [الصافات: 1- 3].
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: الصافات والزاجرات والتاليات: هي الملائكة،
وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه، وقال قتادة رضي الله عنه: الملائكة صفوف في
السماء. [ابن كثير 4/5].
وقال الطبري: الصافات جمع صآفّة، والصَّافَّةُ: جمع صافٍّ، فالصافات والصافات
جمعُ جمعٍ، والصافات صفوفًا في السماء، وهذا قسم أقسم الله به. [الطبري 21/19].
وهذه الصفوف من الملائكة أقيمت للعبادة والذكر والتسبيح كما قالت الملائكة عن
نفسها وحكاه القرآن، قال تعالى: وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ
أي: موضع مخصوص في السماء ومقام للعبادة لا يتجاوزه، وقوله تعالى: وَإِنَّا
لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ أي: نصطف
فنسبح الرب ونمجده ونقدسه وننزه عن النقائص، فنحن عبيد له فقراء إليه، خاضعون
لديه، وصفوف الملائكة المسبحة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمعها قال حكيم بن حزام
رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هل تسمعون ما أسمع ؟» قالوا: ما نسمع من شيء
قال: «إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك
ساجد أو قائم». [السلسلة الصحيحة 1060].
فهذا حال الملائكة الآن، ويوم القيامة تكون الملائكة أيضًا صفوفًا، قال تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، وقال: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ: 38]،
فهذه الحال للملائكة في التسبيح والعبادة والاصطفاف يوم القيامة وعدم الكلام إلا بإذن من الرحمن، وتفضل الله على رسوله وأمته بأن جعل صفوف الأمة في الصلاة والجهاد كصفوف الملائكة، ولم تنل أمة من قبلُ هذا الشرف، ولكن اختص الله تعالى
نبيه وأمته بهذه الخاصية.
وورد الأمر في القرآن والسنة بوصل الصفوف وتسويتها، وأن هذا مما يحبه الله ورسوله، قال تعالى: إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 4].
قال المفسرون: إن المؤمنين قالوا: وددنا أن الله يخبرنا بأحب الأعمال إليه حتى نعمله ولو ذهبت فيه أموالنا وأنفسنا، فأنزل الله: إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [فتح القدير: 219].
وقال الطبري: يقاتلون في سبيل الله صفًا مصطفًا كأنهم في اصطفافهم هناك حيطان
مبنية قد رُصّ فأُحكم وأتقن فلا يغادر منهم شيئًا - ويقول ألم تر إلى صاحب
البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، كذلك تبارك وتعالى لا يختلف أمره.
[الطبري 23/356].
هذا في القتال الذي هو من أحب الأعمال إلى الله تراص الصفوف والتحامها وسد
الخلل فيها وتسويتها كما هو الحال في صفوف الملائكة حتى تفوز الأمة بهذه
الفضيلة، وأما في الصلاة، فكذلك أمر الله ورسوله بذلك، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم استواء
الصفوف وانتظامها أمارة، وبرهانًا على استقامة القلوب، وأن عوج الصفوف يؤدي إلى
اختلاف القلوب.
روى مسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في
الصلاة ويقول: «استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولو الأحلام
والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». قال أبو مسعود: فأنتم اليود أشد
اختلافًا.
وفي رواية عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَتُسَوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن اللهُ بين وجوهكم». وفي رواية عن جابر بن سَمُرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصُفُّون كما تصُفُّ الملائكة عند ربها». فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصُف الملائكة عند ربها ؟ قال: «يتمون الصفوف الأُول ويتراصون في الصف». [مسلم 4/153-156].
وقال صلى الله عليه وسلم : «سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة». وقال: «أتموا الصفوف
فإني أراكم خلف ظهري». [رواهما مسلم 4/156].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أقيموا الصفوف وحاذوا بين
المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي أخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان، من وصل
صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله». [سنن أبي داود 666].
حتى في أشد الظروف وعند الخوف وحذر العدو صفَّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ؛ لما رواه ابن
عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قَرَد فصف الناس خلفه صفين ؛
صفًا خلفه، وصفًا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان
هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا». [الطبري 9/136].
وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
فمن الخصائص التي فُضل بها النبي صلى الله عليه وسلم وفضلت أمته على سائر الأمم ببركة ما اختُص
به صلى الله عليه وسلم وإضافةً إلى ما تقدم من خصوصيات نلتقي مع الخصوصيات التالية:
8- جُعلت صفوف أمته كصفوف الملائكة
فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فضلنا على الناس بثلاث، جعلت
صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدًا، وجُعلت لنا ترابها
طهورًا، إذا لم نجد الماء». [مسلم 522].
وصفوف الملائكة ما أعظمها فقد أقسم الله سبحانه بصفوفها وبها وقد صُفت تُسبّحه
وتمجده، قال تعالى: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2)
فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا [الصافات: 1- 3].
فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: الصافات والزاجرات والتاليات: هي الملائكة،
وكذا قال ابن عباس رضي الله عنه، وقال قتادة رضي الله عنه: الملائكة صفوف في
السماء. [ابن كثير 4/5].
وقال الطبري: الصافات جمع صآفّة، والصَّافَّةُ: جمع صافٍّ، فالصافات والصافات
جمعُ جمعٍ، والصافات صفوفًا في السماء، وهذا قسم أقسم الله به. [الطبري 21/19].
وهذه الصفوف من الملائكة أقيمت للعبادة والذكر والتسبيح كما قالت الملائكة عن
نفسها وحكاه القرآن، قال تعالى: وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ
أي: موضع مخصوص في السماء ومقام للعبادة لا يتجاوزه، وقوله تعالى: وَإِنَّا
لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ أي: نصطف
فنسبح الرب ونمجده ونقدسه وننزه عن النقائص، فنحن عبيد له فقراء إليه، خاضعون
لديه، وصفوف الملائكة المسبحة أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمعها قال حكيم بن حزام
رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هل تسمعون ما أسمع ؟» قالوا: ما نسمع من شيء
قال: «إني لأسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك
ساجد أو قائم». [السلسلة الصحيحة 1060].
فهذا حال الملائكة الآن، ويوم القيامة تكون الملائكة أيضًا صفوفًا، قال تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، وقال: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا [النبأ: 38]،
فهذه الحال للملائكة في التسبيح والعبادة والاصطفاف يوم القيامة وعدم الكلام إلا بإذن من الرحمن، وتفضل الله على رسوله وأمته بأن جعل صفوف الأمة في الصلاة والجهاد كصفوف الملائكة، ولم تنل أمة من قبلُ هذا الشرف، ولكن اختص الله تعالى
نبيه وأمته بهذه الخاصية.
وورد الأمر في القرآن والسنة بوصل الصفوف وتسويتها، وأن هذا مما يحبه الله ورسوله، قال تعالى: إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 4].
قال المفسرون: إن المؤمنين قالوا: وددنا أن الله يخبرنا بأحب الأعمال إليه حتى نعمله ولو ذهبت فيه أموالنا وأنفسنا، فأنزل الله: إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [فتح القدير: 219].
وقال الطبري: يقاتلون في سبيل الله صفًا مصطفًا كأنهم في اصطفافهم هناك حيطان
مبنية قد رُصّ فأُحكم وأتقن فلا يغادر منهم شيئًا - ويقول ألم تر إلى صاحب
البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، كذلك تبارك وتعالى لا يختلف أمره.
[الطبري 23/356].
هذا في القتال الذي هو من أحب الأعمال إلى الله تراص الصفوف والتحامها وسد
الخلل فيها وتسويتها كما هو الحال في صفوف الملائكة حتى تفوز الأمة بهذه
الفضيلة، وأما في الصلاة، فكذلك أمر الله ورسوله بذلك، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم استواء
الصفوف وانتظامها أمارة، وبرهانًا على استقامة القلوب، وأن عوج الصفوف يؤدي إلى
اختلاف القلوب.
روى مسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في
الصلاة ويقول: «استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، لِيَلِني منكم أولو الأحلام
والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». قال أبو مسعود: فأنتم اليود أشد
اختلافًا.
وفي رواية عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَتُسَوُّنَّ صفوفكم أو ليخالفن اللهُ بين وجوهكم». وفي رواية عن جابر بن سَمُرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا تصُفُّون كما تصُفُّ الملائكة عند ربها». فقلنا: يا رسول الله، وكيف تصُف الملائكة عند ربها ؟ قال: «يتمون الصفوف الأُول ويتراصون في الصف». [مسلم 4/153-156].
وقال صلى الله عليه وسلم : «سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة». وقال: «أتموا الصفوف
فإني أراكم خلف ظهري». [رواهما مسلم 4/156].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أقيموا الصفوف وحاذوا بين
المناكب وسدوا الخلل ولينوا بأيدي أخوانكم ولا تذروا فرجات للشيطان، من وصل
صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله». [سنن أبي داود 666].
حتى في أشد الظروف وعند الخوف وحذر العدو صفَّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ؛ لما رواه ابن
عباس رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي قَرَد فصف الناس خلفه صفين ؛
صفًا خلفه، وصفًا موازي العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة، ثم انصرف هؤلاء إلى مكان
هؤلاء، وجاء أولئك فصلى بهم ركعة ولم يقضوا». [الطبري 9/136].
وإذا كانت صفوفنا كصفوف الملائكة فنحن وهم جند الله
ولا نتخلَّى عن هذه الجندية لأن الأعداء يقفون لنا صفًا ومعهم الشيطان، ولنقرأ قوله تعالى: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ
الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى. يقول ابن كثير: اجتمع الناس لميقات يوم معلوم وجلس فرعون على سرير مملكته واصطف له أكابر دولته، ووقفت الرعايا يمنة ويسرة، وأقبل موسى عليه السلام متوكئًا على عصاه، ومعه أخوه هارون، ووقف السحرة بين يدي
فرعون صفوفًا وهو يحرضهم على إجادة عملهم في ذلك اليوم.[ابن كثير 3/218].
فعُدونا ينظم صفوفه، وتفضل الله علينا بأن جعل صفوفنا كصفوف الملائكة، فلا بد حتى نحوز هذه الفضيلة أن نكون مثل الملائكة: لاَ يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وأن نكون كما قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن: 16].
ولا نتخلَّى عن هذه الجندية لأن الأعداء يقفون لنا صفًا ومعهم الشيطان، ولنقرأ قوله تعالى: فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ
الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى. يقول ابن كثير: اجتمع الناس لميقات يوم معلوم وجلس فرعون على سرير مملكته واصطف له أكابر دولته، ووقفت الرعايا يمنة ويسرة، وأقبل موسى عليه السلام متوكئًا على عصاه، ومعه أخوه هارون، ووقف السحرة بين يدي
فرعون صفوفًا وهو يحرضهم على إجادة عملهم في ذلك اليوم.[ابن كثير 3/218].
فعُدونا ينظم صفوفه، وتفضل الله علينا بأن جعل صفوفنا كصفوف الملائكة، فلا بد حتى نحوز هذه الفضيلة أن نكون مثل الملائكة: لاَ يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وأن نكون كما قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن: 16].
الصفوف في الآخرة
يقول تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَنْ لَنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا[الكهف: 47-48]،وقال تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، فتحتمل أن جميع الخلائق يقومون بين يدي الله صفًا واحدًا كما قال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا، ويحتمل أنهم يقومون صفوفًا، فالملائكة تأتي يوم القيامة صفًا أو صفوفًا، ويعرض الناس على ربهم صفًا أو صفوفًا، فكأن الصفوف وتسويتها نظام في الدنيا والآخرة، واجب التزامه، حتى أهل الجنة صفوف، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم؟ «كيف أنتم وثلثها؟» قالوا: ذاك أكثر. قال: «كيف أنتم والشَّطرُ لكم؟» قالوا: ذلك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أهل الجنة عشرون ومائة صف، لكم فيها ثمانون صفًا». [أحمد في المسند
1/453، والهيثمي في المجمع 10/403، رجاله رجال الصحيح].
فلنحرص على تحصيل هذه الفضيلة بأن تكون صفوفنا كصفوف الملائكة في الصلاة
والجهاد، ولنكن صفًا واحدًا مع الملائكة في مرضاة الله ورفع كلمته لنحوز ثمانين
صفًا من الجنة ؛ أي ثلاثة أرباع الجنة.
يقول تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَنْ لَنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا[الكهف: 47-48]،وقال تعالى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا، فتحتمل أن جميع الخلائق يقومون بين يدي الله صفًا واحدًا كما قال تعالى: يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا، ويحتمل أنهم يقومون صفوفًا، فالملائكة تأتي يوم القيامة صفًا أو صفوفًا، ويعرض الناس على ربهم صفًا أو صفوفًا، فكأن الصفوف وتسويتها نظام في الدنيا والآخرة، واجب التزامه، حتى أهل الجنة صفوف، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كيف أنتم وربع أهل الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة أرباعها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم؟ «كيف أنتم وثلثها؟» قالوا: ذاك أكثر. قال: «كيف أنتم والشَّطرُ لكم؟» قالوا: ذلك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أهل الجنة عشرون ومائة صف، لكم فيها ثمانون صفًا». [أحمد في المسند
1/453، والهيثمي في المجمع 10/403، رجاله رجال الصحيح].
فلنحرص على تحصيل هذه الفضيلة بأن تكون صفوفنا كصفوف الملائكة في الصلاة
والجهاد، ولنكن صفًا واحدًا مع الملائكة في مرضاة الله ورفع كلمته لنحوز ثمانين
صفًا من الجنة ؛ أي ثلاثة أرباع الجنة.
تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم بخواتيم سورة البقرة
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أعطيت خواتيم سورة البقرة من
كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي».
[السلسلة الصحيحة 3/471].
وعن حذيفة رضي الله عنه: «فضلنا على الناس بثلاث: أوتيت هذه الآيات من آخر سورة
البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها أحد قبلي ولا يعطاها أحد بعدي». [السلسلة
الصحيحة 1482].
فإذا كانت هذه الآيات من كنز وخُص بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ هذا الفضل أحد من
الأنبياء قبله ففيهما من الأسرار والخير ما لا يعلمه إلا الله، ومن فضائل هاتين
الآيتين ما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».
قال النووي: كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، ويحتمل من الجميع.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابًا
قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة
ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». [صحيح الترغيب 1467].
ولنا أن نتأمل الترابط بين ما في الكتاب قبل خلق السماوات والأرض بألفي سنة
وآخر سورة البقرة وتفضيل آخر نبي بهذا الفضل المحفوظ عند الله سبحانه.
ومن فضائلهما أنهما صلاة وقرآن ودعاء لحديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن
الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنز تحت العرش فتعلموهما وعلموهما
نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
[أخرجه الحاكم وصححه، فتح القدير 1/310].
فكل حرف فيهما دعا به العبد أعطاه الله ما يسأله، وهما نوران أوتيهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ
نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قطُّ
إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم،
فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم
سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطيتَه. [مسلم 6/91].
النقيض: صوت كصوت الباب إذا فتح، ففتح الباب لأول مرة ونزل الملك لأول مرة
ليبشر النبي بنورين وهما فاتحة لكتاب وخواتيم البقرة لم يحصل عليهما نبي قبله
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أعطيت خواتيم سورة البقرة من
كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي».
[السلسلة الصحيحة 3/471].
وعن حذيفة رضي الله عنه: «فضلنا على الناس بثلاث: أوتيت هذه الآيات من آخر سورة
البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها أحد قبلي ولا يعطاها أحد بعدي». [السلسلة
الصحيحة 1482].
فإذا كانت هذه الآيات من كنز وخُص بها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأخذ هذا الفضل أحد من
الأنبياء قبله ففيهما من الأسرار والخير ما لا يعلمه إلا الله، ومن فضائل هاتين
الآيتين ما رواه الشيخان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».
قال النووي: كفتاه من قيام الليل، وقيل: من الشيطان، ويحتمل من الجميع.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابًا
قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة
ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». [صحيح الترغيب 1467].
ولنا أن نتأمل الترابط بين ما في الكتاب قبل خلق السماوات والأرض بألفي سنة
وآخر سورة البقرة وتفضيل آخر نبي بهذا الفضل المحفوظ عند الله سبحانه.
ومن فضائلهما أنهما صلاة وقرآن ودعاء لحديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن
الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنز تحت العرش فتعلموهما وعلموهما
نساءكم وأبناءكم فإنهما صلاة وقرآن ودعاء»
[أخرجه الحاكم وصححه، فتح القدير 1/310].
فكل حرف فيهما دعا به العبد أعطاه الله ما يسأله، وهما نوران أوتيهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ
نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قطُّ
إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم،
فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم
سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعْطيتَه. [مسلم 6/91].
النقيض: صوت كصوت الباب إذا فتح، ففتح الباب لأول مرة ونزل الملك لأول مرة
ليبشر النبي بنورين وهما فاتحة لكتاب وخواتيم البقرة لم يحصل عليهما نبي قبله
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والله الموفق.
والله الموفق.
[/size]